ثم قال: (والنصوص الواردة في الكتاب والسنة حاكمة بالقسط).
وهي كذلك في أي مسألة أشكلت علينا، فنجد أن الحكم الحق العدل القسط هو في الكتاب والسنة.
قال: فإن الله تعالى في القرآن لم يفضل أحداً بفقر ولا غنى، كما لم يفضل أحداً بصحة ولا مرض، ولا إقامة ولا سفر، ولا إمارة ولا ائتمار، ولا إمامة ولا ائتمام، بل قال: (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ))[الحجرات:13]، وفضلهم بالأعمال الصالحة: من الإيمان، ودعائه، وشعبه: كاليقين، والمعرفة، ومحبة الله، والإنابة إليه، والتوكل عليه، ورجائه، وخشيته، وشكره، والصبر له، وقال في آية العدل: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا ))[النساء:135].
فهذا من العدل الذي أمر الله تبارك وتعالى به، وجعله أصلاً لا يجوز للمسلم أن يفارقه، فقال: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ ))[النساء:135]، وفي الآية الأخرى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ))[المائدة:8]، وقال في آية الأنعام: (( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا ))[الأنعام:152]، فلا بد من العدل في الأقوال والأعمال، والعدل في الحكم على الأفراد، وفي الحكم على الأعمال، أو على الأحوال.